جعل النظام أمر الطلاق بيد الزوج بينما جعل الخلع في السعودية بيد الزوجة تطلبه متى أحست بالنفور من الحياة الزوجية ولم تعد تُطيقها، على أن تفتدي نفسه وذلك مثولاً لأحكام الشريعة الإسلامية.
وبذلك فإن بإمكان الزوجة إذا استحالت رغبتها باستمرار زواجها وتمسك زوجها بها سواء محبةً أو إضراراً أو لعدم قدرته على الزواج من غيرها طلب الخلع مقابل العوض.
فإن احتجت مشورة قانونية من محامي بالرياض حول إجراءات دعوى الخلع في المحاكم السعودية وأسباب الخلع وقيمة العوض المبذول اضغط هنا للتواصل مع مكتب الصفوة للمحاماة والخدمات القانونية.
جدول المحتويات
الخلع في السعودية
يمثل الخلع مخرجاً للزوجة من العلاقة الزوجية التي يقع حكمها وأمرها بيد الرجل فحسب عبر الطلاق، فتمنح الزوجة المال أو تبرئ الزوج من بعض حقوقها أو كلها مقابل أن يقبل بالانفصال بينهما وإنهاء عقد الزواج.
ومن الجدير بالذكر؛ أنه لا بد أن يكون لطلب الخلع سبب، فلا يقبل القاضي دعوى إلا بتحقق أحد اسباب الخلع الشرعية، ومنها سوء عشرته أو خلقه أو نقص في دينه لم يعمد إلى تقويمه.
فمن المعروف أن الحياة الزوجية لا تقوم إلا بالود والتزام كل من الزوجين بما عليه من واجبات وتأديته لحقوق الآخر، مع المساهمة في إنهاء المشكلات التي تنغص حياتهما معاً.
ومن ثم؛ إن استفحلت هذه المشكلات وتضاعفت كانت سبباً في الشقاق بينهما وتصبح الحياة الزوجية غير قابلة للإصلاح. وحينها يمكن للزوجة الحصول على موافقة القاضي والحكم بالخلع.
ويمكن أن يتم الخلع بالتراضي بين الزوجين كاملي الأهلية دون الحاجة إلى إقامة دعوى وإصدار حكم قضائي يقر بذلك. عملاً بالمادة السادسة والتسعون من نظام الأحوال الشخصية السعودي.
بالإضافة إلى ذلك؛ يستلزم وقوع الخلع قبول الزوج ونطقه لأي لفظ يدل على الفرقة أو كتابته لذلك أو بالإشارة المفهومة عند تعذر النطق او الكتابة وفق المادة السابعة والتسعون من نظام الأحوال الشخصية.
ويجب حينها على أي من الزوجين توثيق الخلع لدى الجهة المعنية وفق الأحكام المنظمة لذلك في قوانين الإجراءات السارية في المملكة بحسب المادة الثانية بعد المائة من نظام الأحوال الشخصية.
ومن الجدير بالذكر؛ أن الخلع هو فسخ عقد الزواج وليس بطلاق حتى وإن وقع بلفظ الطلاق، وحكمه الشرعي فرقة بائنة بينونة صغرى. كما أنه لا يحسب من التطليقات الثلاث.
كما أن حالة الزوجة لا تمثل عائقاً أمام وقوع الخلع حيث يمكن إجرائه إن كانت الزوجة في مرحلة الحيض أو النفاس بحسب ما تضمنته المادة الثامنة والتسعون من نظام الأحوال الشخصية.
ومن ناحية أخرى؛ فإن قيام الخلع على بذل العوض زاد الاهتمام الشرعي والقانوني بكيفية بذله وشروطه، فكان الاتفاق على أن يعتبر عوضاً كل ما يصح اعتباره مالاً.
وإن قدمت الزوجة العوض المتمثل في رد المهر المحدد عند عقد الزواج، فإنها ملزمة برد ما قبضته من قيمة المهر فقط، حيث يسقط عنها ما بقي منه ولم تتسلمه من زوجها حتى وإن كان مؤجلاً عملاً بالمادة الأولى بعد المائة من النظام.
شروط الخلع في السعودية
لا تؤدي إقامة دعوى الخلع أو المطالبة به إلى ضمان نتائجه والحصول عليه، حيث لا بد من تحقيق مجموعة من الشروط التي تبرر اسباب خلع الزوج؛ ويمكن حصر هذه الشروط فيما يلي:
- الخلع هو إنهاء عقد الزواج، لذا يشترط صحة عقد الزواج من حيث قواعده وأركانه.
- على الزوجة أن تطلب الخلع برضاها وإرادتها الحرة، فإن أي شكل آخر للفراق لا يُعد خلعاً.
- ينبغي أن يكون الزوجين كاملا الأهلية.
- يجب على الزوجة أن تفتدي نفسها بعوض مادي تقدمه للزوج والذي يتمثل برد المهر في الحالة الطبيعية.
- إن عدم منح العوض يبطل الخلع، وإن تم الفراق بهذه الحالة فإن له آثار الطلاق وليس الخلع.
- إذا افتدت الزوجة نفسها بغير المهر، وجب أن يكون المهر ذو قيمة مالية.
- لا يمكن للزوجين إقامة الخلع بناءً على افتداء الزوجة نفسها بأي من حقوق الأبناء أو التنازل عن حقها في الحضانة ولا يجوز للرجل اشتراط ذلك.
- يجب توافر أحد الأسباب الموجبة لطلب الزوجة الخلع ومنها سوء العشرة أو سوء أخلاق الزوج أو فسقه أو وجود نقص في دينه كتركه للصلاة والعبادات الأخرى.
- لابد توثيق الخلع بعد الاتفاق أو بعد صدور الحكم القضائي في حال وقع بناءً على إقامة دعوى قضائية.
حقوق الزوجة بعد الخلع بالسعودية
يقوم الخلع على منح العوض من الزوجة وبذلك يتم رد المهر والتنازل عن مختلف الحقوق المالية من نفقة ونفقة عدة ومؤخر الصداق، وذلك مقابل إنهاء عقد الزواج القائم.
وبذلك؛ فإن الزوجة تتنازل بمجرد طلبها للخلع عن كافة حقوقها الشخصية التي حددها القانون والدين الإسلامي للمرأة عند انتهاء عقود الزواج والتي تمنح لها في حال الطلاق.
ومن جانب آخر؛ كفل القانون السعودي حقاً للزوجة عند الخلع، أكد من خلاله إنصافه للمرأة ومراعاته لاحتياجاتها ومشاعرها، ويتمثل في حصول الزوجة على حضانة أبنائها.
وعليه؛ لم يكن الخلع مسبباً لخسارة الأم حضانة أبنائها، كما لا يجوز للأب طلب حضانة الأبناء أو إسقاط حقوقهم باعتباره عوضاً ممنوح من الزوجة مقابل الخلع.
ومن الجدير بالذكر؛ أن اتفاق الزوجين على الخلع لا يشمل حضانة الأطفال حتى وإن تم الاتفاق بين الطرفين بشأنه، فإن تنازلت الأم عن حقها في الحضانة انتقلت حضانة الأبناء إلى من يلي الأم في حضانة الأبناء وهي الجدة.
الأسئلة الشائعة
يمثل الخلع على الرغم من شرعيته الدينية والقانونية أحد أشكال إنهاء الزواج المثيرة للريبة وتطرح بشأنه أسئلة عدة يُعد أكثرها شيوعاً ما يلي:
وبذلك نكون وصلنا إلى ختام مقالنا حول الخلع في السعودية مع توضيح شروط وقوع الخلع وإصدار حكم قضائي بقبوله، بالإضافة إلى ما تحظى به المرأة بعد الخلع.
فإن أردت توثيق الخلع أو إقامة دعوى للمطالبة به يمكنك الحصول على استشارة قانونية متخصصة لمعرفة شروطه وآثاره عبر التواصل مع محامي متخصص في مكتب الصفوة للمحاماة والخدمات القانونية.
كما يمكنك الاطلاع على المزيد من المعلومات المهمة حول كم عدد جلسات قضية الخلع، رفض الزوج الخلع السعودية، شروط الخلع السعودية.
حسين الدعدي محامٍ ومستشار قانوني حاصل على شهادة البكالوريوس في القانون من جامعة ام القرى. لديه معرفة وخبرة واسعة في مجالات قانون الشركات والتقاضي المدني وقانون العقود. يساعد عملائه على تجاوز تعقيدات القانون من أجل حماية مصالحهم.
اريد أجرتء استبيان عن الخلع ارجو المساعده